لكل إنسان رأيه وأسلوبه ومنهجه في الحياة ولا تجد شخصين متطابقين أبداً ، فكل شخص يختلف عن الآخر فقد يكون لك رأي في قضية ما يختلف عن رأيي الآخرين ، وهذا لا ضير فيه ولكن أن تفرض رأيك على الآخرين ولا تقبل آراء الآخرين فهو قمة التشدد والتعصب والغطرسة والتطرف ، وبالتالي فإنك تبعد بذلك عن جادة الصواب وعن الوسطية وتلجأ إلى زاوية متطرفة في أسلوب التفكير.
وبالحديث عن اليمين واليسار في التصنيفات السياسية للأشخاص والأحزاب والحكومات ، نود الإشارة بأن هذه المصطلحات يرجع أصلهما إلى القرن الثامن عشر والثورة الفرنسية حيث درج أعضاء مجلس الطبقات بعد عام 1789 على ترتيب جلوسهم انطلاقاً من موقع جلوس الملك ، حيث أخذوا ترتيبات جلوسهم وفق تأييدهم ومعارضتهم لسياسات الحكومة فكان المؤيدون للحكومة أو الملك يجلسون على يمين الملك وهم المحافظين الداعين للحفاظ على العادات والتقاليد والأعراف داخل المجتمع.
أما المعارضون للملك والمطالبون بإحداث تغييرات جذرية في البنيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع وهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، فكانوا يجلسون على يسار الملك ، في حين أن المترددين والذين لم يحددوا مواقفهم والغير منحازين فكانوا يجلسون في الوسط.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومن هذه التقسيمات الثلاث ظهرت تقسيمات أخرى تعتمد على حسب وجهات النظر والأفكار والآراء السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، بل والدينية وهذه الأخيرة قد يصل فيها التشدد إلى درجات استخدام القوة والعنف لفرض الآراء ، والشكل التالي يمثل تلك التقسيمات:
وعلى الرغم مما ورد من توضيح بأعلاه ،إلا أنه ينبغي إدراك عدم وجود معنى محدد لمفهومي اليمين واليسار ؛ فالطيف السياسي- في معناه الضيق- يلخص التوجهات المختلفة تجاه الاقتصاد ودور الدولة: حيث تؤيد الرؤى اليسارية تدخل الدولة والمذهب الجماعي ، بينما تفضل الرؤى اليمينية آليات السوق والمذهب الفردي. لكن يفترض أن يعكس هذا التميز اختلافات قيميه وأيديولوجية أكثر عمقاً وإن لم تكن محددة على نحو واضح فثمة أفكار ذات طابع يساري مثل الحرية، المساواة، الإخاء، و الحقوق، والتقدمية، والإصلاح، والعالمية. بينما تعتبر أفكار أخرى أكثر ارتباطاً باليمين مثل السلطة والهيراركية والنظام الواجب والتقاليد والرجعية والقومية. وفي بعض الأحيان يستخدم مصطلحا اليمين واليسار للإشارة إلى تجمعات من الأفراد أو الجماعات والأحزاب التي يربط فيما بينها تشاركها في مواقف أيديولوجية متشابهة.
بعض القضايا و الانتقادات التي يثيرها المفهوم لا ينبغي إغفال الطابع الاختزالي التعميمي للمصطلحين ، و ما يفرضه ذلك من ضرورة التزام الحذر في التعامل معهما. ويمكن تعداد بعض مشكلات التقسيم التقليدي لليمين واليسار على النحو التالي:
عدم تقديم مكان مناسب لتسكين الأيديولوجية الفوضوية ( الأناركية أو اللاسلطوية ) التي يمكن اعتبارها يسارية متطرفة أو يمينية متطرفة في الآن ذاته.
تجاهل التصنيف التقليدي لوجود تشابهات بين الشيوعية والفاشية نتيجة اشتراكها في النزوع نحو الشمولية
اعتماد التصنيف التقليدي لليمين واليسار على اختزال الظاهرة السياسية في بعد واحد هو انقسام الدولة- السوق، مع تجاهل التمييزات الأخرى مثل الانقسام التحرري- التسلطي، والأوتوقراطي- الديمقراطي وغيرها
عدم ملائمة التصنيف التقليدي التعامل مع ظروف قضايا واتجاهات سياسية جديدة مثل النسوية، و البيئية الأيكولوجية ، وحقوق الحيوان، فضلاً عن تطوير سياسات " الطريق الثالث " التي أظهرت قدراً كبيراً من التكرار بين أفكار اليمين واليسار.
وعلى سبيل المثال ، توجد أحزاب سياسية عديدة متنوعة في النرويج. ويطبق في النرويج نظام الأحزاب المتعددة. فعندما يذهب الناس للاقتراع يمكنهم الاختيار من بين عدة بدائل. فقد اشترك 21 حزبـًا في الانتخابات العامة لسنة 2005 على سبيل المثال ، ونجح 7 أحزاب منها في إيصال ممثليها إلى البرلمان. وأدلى 76.7% من الأشخاص المؤهلين للاقتراع بصوتهم في هذا الانتخاب.
وتصدر الأحزاب بيانات عامة عن سياسة الحزب قبل إجراء كل انتخاب. وتتضمن هذه البيانات القضايا التي تسعى لتحقيقها خلال الفترة البرلمانية القادمة، أي خلال السنوات الأربعة القادمة.
باستطاعتنا تصنيف أكبر الأحزاب بصورة عامة كما يلي:
الأحزاب الاشتراكية
- التحالف الانتخابي الأحمر (RV)
- الحزب الاشتراكي اليساري(SV)
- حزب العمال(DNA)
- الأحزاب المحافظة
- حزب الوسط (SP)
- الحزب الديمقراطي المسيحي(KrF)
- اللبراليون(V)
- حزب المحافظين (H)
- حزب التقدم (FrP)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فيما يلي الأحزاب مرتبة على امتداد محور من اليسار إلى اليمين
(RV)التحالف الانتخابي الأحمر
حزب اشتراكي وثوري في نفس الوقت. يؤمن الحزب ضرورة القيام بثورة لخلق المجتمع الاشتراكي تلغى فيه الملكية الشخصية.
رئيس الحزب: تورستاين داهلي
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 0
(SV)الحزب الاشتراكي اليساري
ويطلق على نفسه الحزب الاشتراكي. يطالب الحزب بتقوية الإدارة السياسية للمجتمع، مع إعادة توزيع متطرف للمنافع الاجتماعية، وهو مهتم بقضايا البيئة.
رئيس الحزب: كرستن هالفورسن
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 15
(DNA)حزب العمال
يطلق على نفسه اسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي. يطالب بتغيير المجتمع عن طريق الإصلاح التدريجي. يسعى إلى تسوية الفوارق الاجتماعية ويؤيد إعطاء مسؤولية أكبر للقطاع الحكومي في التعليم والعناية الصحية.
رئيس الحزب: ينس ستولتنبيرج
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 61
(SP)حزب الوسط
يضع الشعب والريف والبيئة في صدارة اهتماماته. إن حزب الوسط هو على العموم حزب يتكلم عن القضايا التي تؤثر على الريف والصناعات الأساسية (الزراعة والغابات وصيد الأسماك). ويعتبر الحزب من المؤيدين المتحمسين لدولة الرفاهية ويرغب في المحافظة على إعانات الرفاهية.
رئيس الحزب: أسلاوغ ماري هاغا
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 11
(KrF)الحزب الديمقراطي المسيحي
إن القيم المسيحية الأساسية هي القيم الرئيسية التي يتبناها الحزب الديمقراطي المسيحي ومن القضايا الهامة التي يركز عليها الحزب الديمقراطي المسيحي : التعليم وسياسة الأسرة وسياسة تقييد بيع الكحول وموقف ايجابي نحو الكنيسة.
رئيس الحزب: داغفن هويبراتن
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 11
(V)اللبراليون
ويطلقون على أنفسهم تسمية الحزب الاجتماعي اللبرالي. أنهم مهتمون بالحقوق الفردية ومسؤوليات المجتمع. وهم يؤيدون نظام دولة الرفاهية والأعمال والصناعة الخاصة.
رئيس الحزب: لارس سبونهايم
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 10
(H)حزب المحافظين
يؤمن أن اقتصاد السوق والملكية الشخصية ضروريتان لتحقيق الرفاهية والحرية. غير أن الحزب يؤيد مشاريع دولة الرفاهية.
رئيس الحزب: إرنا سولبيرغ
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 23
(FrP)حزب التقدم
يطلق على نفسه تسمية الحزب اللبرتاري. والقضية الرئيسية التي تهم الحزب تتمثل في تخفيض الضرائب والرسوم وتقليص الإدارة الحكومية. ويدعو الحزب في حملاته إلى تبني سياسة أكثر تشددًا تجاه الهجرة.
رئيس الحزب: سيف إينسين
عدد الممثلين في البرلمان للفترة 2005-2009: 38