العائلات الغنية التي قدمت إلى إسرائيل خلال العشرين سنة الأخيرة غادرتها أو تفكر بالرحيل بسبب الاصلاحات المزمع ادخالها على الجهاز الضريبي في إسرائيل.
ووفقا للنظام الضريبي الجديد فان بعض الأموال التي ادخرها المهاجرون إلى إسرائيل في دول أجنبية هي أموال سوق أسود لا يمكنهم الاثبات بأنهم جمعوها قبل هجرتهم إلى إسرائيل وعليه سيلزم هؤلاء بدفع مبالغ ضريبية باهظة، كما يقول إلتار.
ومن الناحية الأخرى فهم لا يستطيعون نقل هذه الأموال إلى إسرائيل بسبب قانون تبييض الأموال الجديد الذي يلزم بالابلاغ عن المبالغ المالية الكبيرة التي يتم ادخالها لإسرائيل.
وسيضطر القادمون الجدد ذوي الممتلكات في الدول الأجنبية من الآن وصاعدا بدفع عشرات آلاف الدولارات على الفائدة من تلك الممتلكات وهو ما يعتبره كثيرون منهم غير وارد بالحسبان.
يأسف التارعلى مثل هذه الظاهرة إذ إن إسرائيل تخسر بسبب بند في خطة الاصلاح الضريبي عددا من المهاجرين الأثرياء الذين قدموا إلى إسرائيل وأقاموا المشاريع والشركات وغير ذلك ولا شك في أنهم يساهمون بصورة أو بأخرى.
في خضم تلك التطورات الحتمية، ينظر الإسرائيليون ل «السياسة» في الخارج كأمل في تجاوز معضلاتهم الداخلية.
يقول يوسي اولميرت في مقال نشره في «يديعوت احرونوت» انه ومع مرور عام على الهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة فإن إصرار نظام بوش بالنسبة للعراق والهبوط في تأييد الرأي العام الأمريكي للرئيس بوش ومعارضة الأوروبيين والعرب الشديدة لعملية ضد العراق. تشكل لأول وهلة صورة ضبابية.. لكن ذلك من وجهة نظره خطأ فادح.
يرى اولميرت ان الولايات المتحدة ستهاجم العراق حيث يقول : من المستحسن أن ننتبه إلى أن الأمريكيين لا يتحدثون عن حرب شاملة على غرار حرب عام 1991وإنما عن إطاحة صدام ونظامه «وليس الأمران سيئين على الأقل من الناحية العملية»إنهم سيفعلون ذلك وهناك أساس للأمل وحتى للافتراض بأنهم سوف يفلحون في ذلك ويمضي قائلا: إذا حدث أمر كهذا فإن عامل الردع الذي سينشأ سيسهل عليهم ممارسة الضغط على إيران وسوريا وحزب الله أيضا بل حتى على عناصر فلسطينية وسيمنحهم الفرصة لبناء علاقاتهم الخليجية على أساس جديد أكثر ثباتا وصدقا وإذا لم تكن ممارسةالضغط السياسي كافية فستجري عمليات عسكرية إضافية من طرف الأمريكان عقب الهجوم على نظام صدام!!.
إن الساعة الأمريكية تدق ببطء مقارنة بالساعة الإسرائيلية والدولة العظمى لا تتسرع خاصة إذا كان الحديث عن دولة في حجم، ربما لم يشهدالعالم له مثيلا منذ الأيام المشرقة للإمبراطورية الرومانية.
مركزية كونية كهذه تبدو وضعا غير طبيعي لا يمكن أن يستمر على مدى سنوات طوال جدا لكن العالم في هذه الأثناء هو أحادي القطب إذ إن القوة الأمريكية هي شيء خارق ولهذه الحقيقة أبعاد جد واضحة بما يتعلق بالشعب اليهودي ودولة إسرائيل، هناك مؤرخون ذوو شأن ادعوا ويدعون بأن الميل اليهودي إلى العزلة قادنا على مر الأجيال إلى أخطاء مأساوية في التعامل مع دول عظمى لكننا نتواجد اليوم في الجانب الصحيح للمتراس.
إذ إننا حلفاء أعظم دولة في العالم الحقيقة هي أن لا أحد يسدي لنا معروفا في الولايات المتحدة فالحديث هو عن مصالح وقيم وتجربة مشتركة. هذه شراكات عظيمة القوة، تشكل بحد ذاتها عنصرا هاما في أمننا القومي الشامل علينا الحفاظ على هذا الكنز بكل ثمن تقريبا لكن طبعا ليس بفقدان هويتنا الذاتية وحرية نشاطنا لكن يخطئ أولئك الذين يظنون بأن التحالف مع أمريكا يمنحنا حبلا طويلا دونما نهاية ومتسعا غير محدود من الوقت.
ويستطرد الكاتب الاسرائيلي قائلا : قبل بداية الهجوم في العراق وخلاله وبالطبع بعده سيوضح لنا حتى أصدقاؤنا الكبار في واشنطن أن «لا وجبات بالمجان» بكلمات أخرى يفضل القيام بما يتوجب علينا فعله لإنهاء العنف الفلسطيني ضدنا الآن حيث لا يزال أمامنا الوقت الكافي والإمكانات السياسية بسبب دعم الولايات المتحدة كل ما سنفعله الآن سوف يساعدنا عندما يريد أصدقاؤنا الأمريكان جباية الثمن الحتمي، منا أيضا، على ما ينوون فعله ضد أعدائنا الأكثر إصرارا في الشرق الأوسط!!.
حسن، أن الولايات المتحدة هي حليفتنا لكن للحلف أيضا قيودا ويجدر أن نعي ذلك ونتصرف وفق هذه القيود إذا كان هذا نمط تفكيرنا فإنه يمكننا أن ننتظر آملين الخطوات الأمريكية المستقبلية بالإجمال سنجني منها أرباحا كبيرة وإن تلقينا بعض الضربات في الطريق وتعرضنا لضغوطات فيما بعد.
مجلة الجزيرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا ما يؤكده المحامي الإسرائيلي آفي إلتار الذي شارك بعضوية لجنة «رابينوفيتش» التي بلورت مجموعة الاصلاحات الضريبية التي تزمع دولة الكيان الصهيوني في تبنيها قريبا ونشر في صحيفة «يديعوت احرونوت» ويؤكد المحامي أن الكثير من الإسرائيليين الأغنياء الذين هاجروا إلى إسرائيل خلال السنوات الأخيرة يخططون للنزوح عنها دون عودة اذا لم تجر تغييرات في بنود الإصلاح الضريبي وفيما يبدو ارهابا حتى على مواطنيها فانه ومع بنود الاصلاحات المزمع ادخالها على الجهاز الضريبي سيضطر مواطنو إسرائيل إلى دفع ضريبة على جميع ممتلكاتهم الموجودة أيضا خارج البلاد والتي امتلكوها منذ هجرتهم إلى إسرائيل. والحديث أساسا عن ضرائب ستفرض على الفائدة من ايداعات مصرفية وتوفيرات بمبالغ كبيرة يمتلكها إسرائيليون ممن قدموا للعيش في إسرائيل خلال العشرين سنة الأخيرة اضافة إلى فرض ضرائب على أرباح يجنونها من ممتلكات في الخارج مثل تأجير شقق سكنية ومشاريع تجارية ويستدل من معلومات نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بعض العائلات الثرية التي هاجرت إلى إسرائيل قد قامت بتركها إلى دولة أخرى أو أنها تخطط القيام بذلك قريبا وقال إلتار لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: إن الكثير من العائلات الإسرائيلية الثرية أجرت معه مشاورات فيما يخص القوانين التي ستخرج إلى حيز التنفيذ في الأول من يناير العام المقبل وعندما اتضح لتلك العائلات بأنها ستلزم بدفع الضرائب عن ممتلكاتها الأجنبية قررت معظمها أنها تفضل الهجرة من البلاد.ووفقا للنظام الضريبي الجديد فان بعض الأموال التي ادخرها المهاجرون إلى إسرائيل في دول أجنبية هي أموال سوق أسود لا يمكنهم الاثبات بأنهم جمعوها قبل هجرتهم إلى إسرائيل وعليه سيلزم هؤلاء بدفع مبالغ ضريبية باهظة، كما يقول إلتار.
ومن الناحية الأخرى فهم لا يستطيعون نقل هذه الأموال إلى إسرائيل بسبب قانون تبييض الأموال الجديد الذي يلزم بالابلاغ عن المبالغ المالية الكبيرة التي يتم ادخالها لإسرائيل.
وسيضطر القادمون الجدد ذوي الممتلكات في الدول الأجنبية من الآن وصاعدا بدفع عشرات آلاف الدولارات على الفائدة من تلك الممتلكات وهو ما يعتبره كثيرون منهم غير وارد بالحسبان.
يأسف التارعلى مثل هذه الظاهرة إذ إن إسرائيل تخسر بسبب بند في خطة الاصلاح الضريبي عددا من المهاجرين الأثرياء الذين قدموا إلى إسرائيل وأقاموا المشاريع والشركات وغير ذلك ولا شك في أنهم يساهمون بصورة أو بأخرى.
في خضم تلك التطورات الحتمية، ينظر الإسرائيليون ل «السياسة» في الخارج كأمل في تجاوز معضلاتهم الداخلية.
يقول يوسي اولميرت في مقال نشره في «يديعوت احرونوت» انه ومع مرور عام على الهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة فإن إصرار نظام بوش بالنسبة للعراق والهبوط في تأييد الرأي العام الأمريكي للرئيس بوش ومعارضة الأوروبيين والعرب الشديدة لعملية ضد العراق. تشكل لأول وهلة صورة ضبابية.. لكن ذلك من وجهة نظره خطأ فادح.
يرى اولميرت ان الولايات المتحدة ستهاجم العراق حيث يقول : من المستحسن أن ننتبه إلى أن الأمريكيين لا يتحدثون عن حرب شاملة على غرار حرب عام 1991وإنما عن إطاحة صدام ونظامه «وليس الأمران سيئين على الأقل من الناحية العملية»إنهم سيفعلون ذلك وهناك أساس للأمل وحتى للافتراض بأنهم سوف يفلحون في ذلك ويمضي قائلا: إذا حدث أمر كهذا فإن عامل الردع الذي سينشأ سيسهل عليهم ممارسة الضغط على إيران وسوريا وحزب الله أيضا بل حتى على عناصر فلسطينية وسيمنحهم الفرصة لبناء علاقاتهم الخليجية على أساس جديد أكثر ثباتا وصدقا وإذا لم تكن ممارسةالضغط السياسي كافية فستجري عمليات عسكرية إضافية من طرف الأمريكان عقب الهجوم على نظام صدام!!.
إن الساعة الأمريكية تدق ببطء مقارنة بالساعة الإسرائيلية والدولة العظمى لا تتسرع خاصة إذا كان الحديث عن دولة في حجم، ربما لم يشهدالعالم له مثيلا منذ الأيام المشرقة للإمبراطورية الرومانية.
مركزية كونية كهذه تبدو وضعا غير طبيعي لا يمكن أن يستمر على مدى سنوات طوال جدا لكن العالم في هذه الأثناء هو أحادي القطب إذ إن القوة الأمريكية هي شيء خارق ولهذه الحقيقة أبعاد جد واضحة بما يتعلق بالشعب اليهودي ودولة إسرائيل، هناك مؤرخون ذوو شأن ادعوا ويدعون بأن الميل اليهودي إلى العزلة قادنا على مر الأجيال إلى أخطاء مأساوية في التعامل مع دول عظمى لكننا نتواجد اليوم في الجانب الصحيح للمتراس.
إذ إننا حلفاء أعظم دولة في العالم الحقيقة هي أن لا أحد يسدي لنا معروفا في الولايات المتحدة فالحديث هو عن مصالح وقيم وتجربة مشتركة. هذه شراكات عظيمة القوة، تشكل بحد ذاتها عنصرا هاما في أمننا القومي الشامل علينا الحفاظ على هذا الكنز بكل ثمن تقريبا لكن طبعا ليس بفقدان هويتنا الذاتية وحرية نشاطنا لكن يخطئ أولئك الذين يظنون بأن التحالف مع أمريكا يمنحنا حبلا طويلا دونما نهاية ومتسعا غير محدود من الوقت.
ويستطرد الكاتب الاسرائيلي قائلا : قبل بداية الهجوم في العراق وخلاله وبالطبع بعده سيوضح لنا حتى أصدقاؤنا الكبار في واشنطن أن «لا وجبات بالمجان» بكلمات أخرى يفضل القيام بما يتوجب علينا فعله لإنهاء العنف الفلسطيني ضدنا الآن حيث لا يزال أمامنا الوقت الكافي والإمكانات السياسية بسبب دعم الولايات المتحدة كل ما سنفعله الآن سوف يساعدنا عندما يريد أصدقاؤنا الأمريكان جباية الثمن الحتمي، منا أيضا، على ما ينوون فعله ضد أعدائنا الأكثر إصرارا في الشرق الأوسط!!.
حسن، أن الولايات المتحدة هي حليفتنا لكن للحلف أيضا قيودا ويجدر أن نعي ذلك ونتصرف وفق هذه القيود إذا كان هذا نمط تفكيرنا فإنه يمكننا أن ننتظر آملين الخطوات الأمريكية المستقبلية بالإجمال سنجني منها أرباحا كبيرة وإن تلقينا بعض الضربات في الطريق وتعرضنا لضغوطات فيما بعد.
مجلة الجزيرة