الرئيسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما كان الوصول إلى قصص حقيقية عن أفرادٍ وقعوا ضحيةً لعمليات "الإسقاط الأمني" عبر الإنترنت صعباً تبعاً لحقّ جهاز الأمن الداخلي في الاحتفاظ بالبيانات "السرية".. لم تجدمراسلة "فلسطين أون لاين" بدّاً إلا من التواصل مع "فريق قراصنة غزة"، المسئول عن اختراق الموقعين الإلكترونيين لحزبي "كاديما" و"الليكود" الإسرائيليّين.. وكان أغرب ما واجهه رئيس الفريق، الذي أكنى نفسه بـ "أبي الفهد"، عجزه عن اختراق ما يقارب عشرين موقعا " إباحيا " يشتركون في ذات "السيرفر" (جهاز حاسوب ضخم يُرفد المواقع الالكترونية)، يملكهم شخص واحد، مع العلم أن تكلفة الموقع تزيد عن 1000 دولار. وعلّق قائلاً :"مما لا شك فيه أن هذه المواقع ذات تمويل إسرائيلي، والهدف الرئيس منها إسقاط الشباب في شِرك العمالة، خاصة وأنها لا تخلو من غرف محادثات مزودة بكاميرات وخلافه". براعة وتكتيك وأضاف :"مرةً من المرات، سُرق البريد الإلكتروني الشخصي لإحدى الفتيات، فاستغل السارق ما عليه من صور خاصةٍ بها لابتزازها ودفعِها لمقابلته"، موضحاً أنهم كفريق تمكنوا من استعادة الحساب البريدي –ليس ذلك وحسب- بل أتلفوا جهاز السارق بشكلٍ كامل. وأشار لـ "فلسطين اون لاين" أن كثيراً من المشاكل كان من الضروري لإنهائها اختراق أجهزة الطرف المقابل وتدميرها، "وقد أغلقنا عدداً من المواقع الإباحية، والإسرائيلية، التي تقلل من شأن الدين الإسلامي وتهين الرسول الكريم". وكانت إحدى قصص "الإسقاط" التي برعت فيها وحدة المُجندات الإسرائيلية الخاصة، وفق أحد مراكز "NGOZ" (المنظمات الأهلية)، هي قصة شابٍ استطاعت مجنّدة إسرائيلية الإيقاع به من خلال حسابه على "الفيس بوك"، ومن ثم ممارسة الفاحشة معه، وتصويره وابتزازه للعمل معهم.. "القرصنة" مبادئ وأخلاق ولم تقتصر السرقات وفقا لأبي الفهد على البريد الالكتروني، بل تجاوزت ذلك لتشمل حسابات "الفيس بوك" و"الفيزا"، وشراء حسابات "رابد شير" "وسكاي بي" الخاصة بتحميل الملفات عن طريق الانترنت، وشراء البضائع كالملابس والأحذية وإدخالها عن طريق الأنفاق باستخدام "الفيزا".[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
واعتبر "الهكر" الفلسطيني أن عمله كقرصان إنترنت تحكمهُ أخلاقهُ ومبادئهُ، بحيث يرفض فكرة السرقة أو التعدي على أجهزة أشخاص آخرين، "وفق قواعد وقوانين يجب أن يلتزم بها". السرية والتكاملية والتوافر وشرحاً لماهية "الإنترنت"، و"الهكرز" وطرق الحماية، حاورنا د.توفيق برهوم رئيس قسم علوم الحاسوب بكلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية، الذي عَرّف الانترنت بأنه "شبكة حاسوبية عالمية تجاوزت الاهتمامات الالكترونية، لتشمل كافة نواحي الحياة، من تعليم واتصال، وأعمال حكومية وتجارية وغيرها"، معقّباً :"ونظرا لكثرة مستخدميها وكبر حجمها أصبحت بيئة خطرة". ولأن شبكة "الإنترنت" مفتوحة –حسب د.برهوم- وجب ضمان أمن المعلومات فيها من خلال ثلاثة أوجه، هي "سرية المعلومات والتكاملية والتوافر". فالسرية هي من أهم الخواص التي تتيح للشخص المُخوّل فقط الاطلاع على المعلومات الخاصة به، أما "التكاملية" فهي التي تمنح الشخص أو النظام المُخوّل تغيير هذه المعلومات، بينما يعدّ "التوافر" الخاصية التي تمنح المستخدمين المعلومات في الوقت المناسب ودونما تأخير. "هكر" أخلاقي! وباعتبار أن السرية من أهم الخواص التي اعتمدتها الشبكة العنكبوتية لحفظ بيانات المستخدمين، ظهر "الهكر الأخلاقي" (مدير الأنظمة في الحواسيب)، حفاظاً على هذه البيانات وإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل النظام، بينما برز دور "مخترقي الأجهزة، والسارقين" تحت مسمى المُهاجمين أيضا.. واستطرد د. برهوم :"المتسبب بالأعطال والفوضى على شبكة الانترنت، يُطلق عليه اسم " crackers " أو المهاجم، وعادة يكون مُفرغاً للعمل من قِبَل مؤسسات معادية أو استخباراتية، ويملك قدرات عالية وأدوات الكترونية متطورة"، مبيناً أن هناك وحدات تتخصص بأمن الإتنرنت في المؤسسات الكبرى تستطيع إحباط مهمة المهاجم التخريبية، "ولكننا نفتقر إلى وجودها هنا في فلسطين". ولفت إلى أن اختراق المهاجم لجهاز الضحية، يتم من خلال "اعتماده على الثغرات التي يجدها في الجهاز المُستهدف، ومنها يسيطر على ما يقع تحت يديه من معلومات وفقا لأهدافه، ويختلف أثر الاختراق على الضحايا، تبعاً لأهمية المعلومات التي تُسرق أو تُحذف أو تُعطّل". طرق الحماية.. ومن الوسائل التي يمكن للأفراد من خلالها حماية أجهزتهم الشخصية من السرقة الالكترونية، أشار د.برهوم إلى إمكانية الاعتماد على الجدر النارية، التي تمنع الاتصال بالأجهزة المشكوك بها، وتمنع إرسال معلومات من داخل النظام وخارجه بواسطة البرامج المتطفلة، متابعاً :"يمكن للبعض الابتعاد عن فتح الملفات المرفقة في البريد الالكتروني، خاصة تلك مجهولة المصدر، عدا عن إجراء الفحص الدوري لوسائط التخزين". وفي حال حدث اختراق لجهاز المُستهدف يلجأ أغلب الأفراد إلى إعادة تنصيب برنامج تشغيل، أو ما يعرف بـ "الفورمات" للتخلص من ملفات التجسس العالقة بالجهاز، بعد فصل الجهاز عن الشبكة ومحاولة سد الثغرات التي صنعها "المهاجمين".. ونظرا لتنوع المخالفات الالكترونية، شمل قانون العقوبات الفلسطيني بنودا محددة للسرقات الالكترونية، تُتحدد وفقا لنوع السرقة، عادة ما تكون "الحبس"، وفق مدير المباحث العامة في غزة، عبد الباسط المصري. 10% فقط!! عبد الباسط المصري مدير عام المباحث في قطاع غزة، أكد ملاحقة قسمه لبعض المشاكل الالكترونية، كان أبرزها إلقائهم القبض على شخصيين استغلا علاقتهما العاطفية بشابتين من القطاع، عمدا إلى ابتزازهنّ بصورهما مقابل مبالغ من المال.. وعن آلية متابعة المباحث العامة للقضايا الالكترونية، قال المصري :"نعتمد عادة على شكاوي تصلنا من مواطنين يكون فيها المُتهم معروف، ومن هنا تبدأ عملية الملاحقة، وما يكتشف من سرقات وابتزاز وفق شكاوي المواطنين في قطاع غزة، يعادل 10% فقط من مشاكل الانترنت على اختلافها". وفق خطط محددة وأضاف مفصلاً طريقة إلقاء القبض على المعني :"نراقب عنوان I.P الشخص المشكوك فيه، بعد التعاون مع شركة الاتصالات الفلسطينية والأمن الداخلي، وفي حال اُكتشفَ ما يخالف الأخلاق أو الأدب نستصدر أمراً من النيابة العامة بتفتيش منزل المتهم وجهازه الشخصي والحصول على إدانة مباشرة، وبعد ذلك نُحوله للمحكمة التي تدينه وفقا لما ارتكبه". وفي حال اكتشاف أمور أمنية تدين المتهم "كالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي"، تُخلي المباحث العامة يدها من ملفه، ويتولى الأمن الداخلي قضيته". ووصف المصري إمكانات المباحث العامة في متابعة الجرائم الالكترونية بـ"الجيدة"، مردفاً بالقول :"تمكّنا من ترتيب عدد من محلات الانترنت، وفرضنا لوائح وقواعد تنظم علمها، بحيث تكون كل الأجهزة مكشوفة لصاحب المحل، عدا عن أننا نراقب المحال بشكل دوري وفجائي من باب الرقابة، بالإضافة إلى منع المحال التي يُتداول فيها مواد إباحية من العمل". صحيفة فلسطين
